الحب.. حينما يكون الحل الوحيد :: دعوة لفك القيد ..!!

يعتقد الإنسان - في لحظة صفاء نفسانية- أنه قادر على تجاوز عقبات النفس البشرية فيرنوا بنفسه إلى مصاف العلا، ويجعل من نفسه جزء من اكتشافات ما تحت السماء، ويحلق بذاته عاليا.. بل فوق الفضاء، ويذهب بنفسه بعيداً عن الأرض القذرة- في ذلك الوقت!!
وهو اعتقاد مشروع في صنف الأحلام من مجلد الطموح وتغذية الروح، لكنه ذو مراره صعبه المذاق، وحقيرة التوصيف.. إذ أن التفكير بما هو فوق الأرض والعيش فيه -عنتره أو سربله- هو جزء من نكران الذات وهروب سيء من الواقع الذي تعيشه..!

خلقنا لنحيا، وحين خلقنا كانت لنا مشاعر وآيات روحيه تسهل حياتنا الروحية، جعلت - هذه المشاعر- مكونات الإنسانية لدى المخلوق، وفطر الناس عليها..فماذا يعني الإنقلاب عليها؟

لا شك ان واقعنا الإجتماعي وعاداته وتقاليده يفرض عليك واقعاً آخر، مناقضٌ للفطرة في معظم مكونات هذا الواقع، خاصة في تلك المشاعرالسيئة وغير الأخلاقية -حسب توصيف بعض المجتمعات- وأعني بهذه المشاعر بلسم الإنسانية "الحب"..!!
الذي ما إن يذكر في مجلس أو منتدى أو ملتقى إلا وتخفت فيه الأصوات، وتنحدر الأعين بالنظر نحو الأسفل، وتلجأ الأذن للإحمرار للتعبير عن نذر الشر الذي وصل إلى المجلس..! وكأن الحب رجس من عمل الشيطان، بل نذر شر يهوي بصاحبه، أو قل سفور يستدعي التوبة، أو نزله عصيان تستدعي الإستغفار..! ياله من ظلم للإنسانية..!!

لماذا نهرب دائما من واقع النفس الداخلية ومشاعرها التي تحتاج إلى صراحة؟
أو نعتقد أننا نطبق مفهوم العفة؟ كيف ذلك والنفس تلجأ للطرق الملتوية للتنفيس عن هذه المشاعر..!
إن اسميته يا صاحبي خروج عن العفة فإن الدخول فيها حسب مفهومك يتطلب عدة مخالفات جسيمة أهمها "الغيبة، والتلصص، والكذب، وإخلاف الوعد، وعصيان من أمرت بطاعتهم، وو.. غيرها الكثير"، فاتركني إذا أخرج منها كي أبقى على معصية واحدة، ولا أظنها معصية بل من أكبر الطاعات..وأتركني أغير طُعم حياتي إلى طُعم الصراحة والوضوح مع ذاتي..
واتركـ "العيب المجتمعي"، ولا تلتفت إليه دام أنه لا نص يحرمه، وعش حياتك بالحب وافرح بها فإنما أنت عواطف تحتاج إلى لذة الحياة وسكريتها.. وإن كان لك عقدة نفسيه فلا تعممها مكسوه بهذا المصطلح المشؤوم "العيب"، فلا عيب ولا قيد للحب على الإطلاق، إلا ما كان عملا متطرفا تجاه إنسانية الإنسان.. فإنما الضابط الأساسي للموضوع هو القناعة بالحب..! والإيمان به..!